فرت وتركت ملاهيها..
ودماها..
وعلى حافة الحوض..
جلست ورمت فيه
رجلاها..
وغاصت في المياه..
وتوارت ساقاها..
نست نفسها وغابت..
والصمت جللها ..
وأنساها..
ملاهي الطفولـــة..
واللعب بدماها..
عيناها شاردتان..
كأنهما تقرآن..
في السر نجواها ..
وكأن الهموم أثقلت برأسها..
وتمايل جهة يسراها..
أو كأنها تسمع بالصمت..
للقلب شكواها..
ويداها ممسكتان..
أطراف جبتها..
ترد كيد البرد..
عله ينساها..
انها صبية صغيرة..
جميلة ما أحلاها..
تبوح بالصمت..
والصمت تهواه..
ويهواها..
فكم من كلام نقله..
ولم تنطق به شفتاها..
عيناها مركزتا..
في لوحة بفكرها..
لانراهـــا..
ربما تقول للزمان..
انها اميرة..
منذ صباها..
كل الآمال تجمعت..
بحلمها تتباهى..
حكمة الله في رؤيتها..
لمن يتدبر ورآها..
صبية كملاك نزلت..
تبدي بصمتها..
كيف تستمتع بصباها..
وحين تكبر ستصير صبية..
كحورية ليس بين البشر..
سواها..
رب غد..
ستكون مليكة..
وأم أمير..
ومصير أمة في يمناها..
ويسراها..
فأحلام الصبا..
كأحلام يوسف..
ربها سيرعاها..
فالحياة قصيرة..
والعمر يجري..
ويجلب الرزق والجاها..
فهي صغيرة..
رزقها عند الله..
وليس ماكسب يداها..
فمريم صبية..
لم تشق..
والرزق أتاها..
في الطعام..
في الصفة ربها أصفاها..
رب عسر يجر يسرا خلفه..
وتنعم ..
ويشقى سواها..
فحمد الصبية وشكرها على نعمة..
في السر ربي زكاها..
انها جلسة حميمة..
حتى في الحلم لن اراها..
لكن أنعمت برؤيتها..
وقلبي يردد أهواها..
أهواها..
الملائكة حولها..
تحفهاوتحدثها..
وترعاها..
وأنا لاأسمعها..
ولا أراها..
لذا بقيت ساهيا..
أدعو لمن خلقها..
وفي أحسن صورة..
سواها..
قال قلبي..
انها تدعو في الصمت..
والصمت يداها..
فدعاء الصبية سر..
ليس له حجاب..
فالله سيستجيب دعاها..
وأنا لاأدري أي دعاء..
تنطق به شفتاها..
وقلت في سري..
ربي يعلم سرها..
ونجواها..