" رسالة منك ِ"
وإنا أفتش بين الرسائل ..
وجدت رسائل منك فيها أعذب الكلمات ..
لم استطع إن أمزقها ..
أو حرقها ..
لأنني قد راءيت وجهك فيها ..
ولمست حنينك وهمس شفتيك ..
ودمع عينيك فيها ..
حتى رقة لها مشاعري ..
و شوقاً جارفاً من الحنين
وخرجت أنت منها كبدر تضحكين
وقبلتي وجنتي وكفك أبحرت بشعري ..
كما كنت تفعلين
فزاد الشوق إليك أكثر ..
وتملكتني دموع الشوق أكثر ..
فاضطربت يدي ..
وارتعشت شفاهي بالحنين
بين يدي كأنك كنت ِ..
لا بعد بيننا أو مسافة تفصلنا ..
كنبضيين في القلب ..
كقطرة دم تجري في الشرايين
تشتاق يدي ليديك ِ المسافرة على وجهي ..
كدمعة ٍ سالت على خد ِ ..
للحب لهفة ٌ وفرحة ٌ وشوق وحنين
الشوق قد اضمني وأنت بعيدة عني ..
لا حيلة املكها ولم يجود عقلي بفكرة تنقذني
قد عشقت إمراءة ً ..
مليحة الوجه كالقمر عسلية العينين
ارسوا بشواطئ عيناها ..
حتى ترتوي أشواقي حب وحنين
واخذ قيلولة بمرفئها الوردي ..
فقد أتعبني السفر وانأ أفتش عن عينين
اعشقهما وأذوب حباً فيهما ..
وتكون عشق السنين
أبحر فيهما ..
وأسبح في حبهما ..
وارتمي بين اليدين
أبوح ما بخواطري ..
وإنا بين يديها ..
كالأطفال براءة وصدقاً وحنين
إني لاشتهي ضمك إلى صدري ..
كوردة أضمها بين يدي واستنشق عطرها ..
واللاعب شفتيها كما كنت تفعلين
*
لقد رحل أقوم وهاجرت قبائل ٌ..
وأنت في خيالي تسكنين
لم تغيبي عن فكري يوماً..
ولا عن عقلي الشارد الحزين
وإحساسٌ مرهفٌ كان يطاردني
اصدق من الصدق يأتي حين
ويكون ماءٌ عذب صافي بين اليدين
يخبرني انك تعشقني ..
كعشق المتيمين
ومرة شكاً ينازعني اليقين
ويهامسني انك بعواطفي تلعبين
سؤال ينازعني صفائي ..
أكنت حبيبتي ..
أم انك كنت تكذبين
*
يا أيها الحب ما أروعها ليلك ..
وما أبعدها شوطيك ..
تزرع الحب فينا ..
كسنابل في الحقول ..
يحاول البرد والصقيع كسرها ..
والشمس تحاول حرقها ..
لكنها تبقى في إعماق الأرض جذورها ..
وانت يا صديقتي كسنبلة يعزوا
عليه قلع جذورها ..
لن أمزق ورقة ٍ خطتها أناملُ ..
من أحببتهم في يوم وأحبوني ..
كذكريات كثيرة منهم ..
تغزوا الخيال ..
بين الحينِ والحينِ
*
سأتركها لأني لم استطع تمزقيها ..
أو حرقها لأني رأيتك ِ وجهك فيها ..
فكيف احرق وجه من أحببت ..
وان كانت ورقة ٍ مضت عليها سنين
بقلمي حبيب المسافر من ديوان محتالة
.. تحياتي ..
" رسالة منك