about the burned scrolls

عن اللفائف المحترقة


أثناء زيارتي (المكوكية) لكوكب الأرض كلفني رئيس البعثة المريخية أن أكتب بحثا عن عادات وتقاليد سكان هذا الكوكب
راقبت عن كثب تصرفات هذه الكائنات لأرصد عاداتهم فوجدت العجب
*******
بعض سكان هذا الكوكب يقومون بنشاط غريب نوعا لا أجد تفسيرا منطقيا له
يقوم البعض منهم باستخدام لفافات ورقية تم حشوها بنبات غريب مضاف إليه بعض نشارة الخشب.. ويقومون بإشعال طرف هذه اللفافات ويسحبون ناتج الاحتراق إلى صدورهم!
من المعروف أن سكان كوكب الأرض يتنفسون عن طريق الرئة.. وليس عن طريق البناء الضوئي كما يتم عندنا
وحين يسحبون نتائج الاحتراق هذه إلى صدورهم تترسب ذرات الكربون على النسيج المبطن لهذه الرئة مما يتسبب في تدمير هذا النسيج ويسبب تلفا لا يمكن إصلاحه!
*******
لماذا إذن يقومون بهذا النشاط ؟ ليس عندي أدنى فكرة
هذه اللفافات يسمونها السجائر.. وتكون محشوة بنبات اسمه التبغ.. والذي يحتوي بدوره على مادة اسمها النيكوتين تسبب اختلالا في كيمياء جسم هذه الكائنات العجيبة
لماذا إذن يحتسون لفافات التبغ هذه ؟ لم يصل علمي لهذه المرحلة بعد
*******
هناك أنواع عديدة من التعاطي لهذا التبغ .. فأحيانا يتعاطونه في جهاز عاجي يسمونه: البايب.. أو في جهاز معقد يسمونه: الشيشة
و الشيشة هذه جهاز يعتبر اكثر تعقيدا من محركات سفن الفضاء عندنا.. مما يدل على ان مخترع هذا الشيء كان عبقريا لم يذكر عنه التاريخ شيئا وأن احتياجه لتعاطي هذا الشيء كان شديدا للدرجة التي دعته لاختراع هذا الجهاز المعقد.. فهي جهاز يعمل على نقل ناتج احتراق التبغ في أنبوب معدني ينقله إلى خزان صغير للمياه لتبريده وتنقيته ثم ينتقل ناتج الاحتراق بعد ذلك في أنبوب آخر (الدخان وحده دون أن ينقل معه الماء!) ليصل في نهاية المطاف إلى فم المتعاطي ليسبب هذا التلف الرئوي له
*******
يبدو أن البعض منهم يجد في تدمير أنسجة الرئة متعة من نوع خاص.. وهو شيء جدير بالملاحظة
أما بالنسبة لنوع التبغ المستخدم فهو ينقسم إلى عدة أنواع
فأحيانا يخلطونه بنبات آخر يسمونه القنب الهندي أو الماريجوانا.. وهنا يختلف اسم هذه اللفائف ويتحول من سجائر إلى سجائر ملغومة
*******
في هذا النوع يكون التدمير أكثر خطورة على الجهاز التنفسي لهذه الكائنات وأيضا على جهاز التفكير عندهم والذي يسمى المخ.. هذا الجهاز يقع في الجمجمة.. وليس في الحوض كما هو الحل عندنا
و يبدو أن هذا النوع من اللفائف تتم محاربته بشدة لأن أجهزة حفظ النظام تطارد المتعاطين وتأخذ هذه اللفائف إلى مكان ما لا أعرفه .. ربما ليتعاطوه هم .. لا أعرف
*******
هذا هو ملخص أحد عادات سكان هذا الكوكب الرمادي.. الأزرق سابقا
لذلك لا أنصح بغزوه وأؤكد اهمية البحث عن كوكب آخر يكون سكانه أكثر رقيا وتحضرا
*******
انتهى البحث