الحيـــــــــــاة اليـــــــــــوم
الحيـــــــــــاة اليـــــــــــوم
الحيـــــــــــاة اليـــــــــــوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحيـــــــــــاة اليـــــــــــوم

يهتم بكل شىء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فى المقهى ج2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
math mr/mohamed hosny




عدد المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 33

فى المقهى ج2 Empty
مُساهمةموضوع: فى المقهى ج2   فى المقهى ج2 I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر - 0:48

هكذا بدأ حلمي بي وأنا أسير في ذات الطريق الكئيب بذات الخطوات الوئيدة, وبذات الرأس المنكس في ذات النهار الشتوي الحزين
رأيت هذا الحلم عشرات المرات حتى حفظت عدد الخطوات التي أخطوها قبل أن أبلغ المقهى.. حفظت عدد الأحجار على جانب الطريق وحفظت طول الظلال.. حفظت لون الجدران ورائحة الشتاء.. وحفظت برودة واجهة المقهى الزجاجية إذ تمسها راحة يدي لتمسح البخار المتكثف عليها, قبل أن ألصق وجهي لأنظر إلى الداخل ولأرتجف
كما أخبرتك سابقًا أنا أرى نفسي من الخارج في حلمي, لذا لا يمكنني أن أرى ما الذي يحدث داخل المقهى بالضبط؛ لكني قررت هذه المرة ألا أسمح بهذه النقطة بإيقاظي كما هي العادة؛ بل سأحاول العمل بنصيحة زميلي بأن أسترخي لأواصل حلمي ولأرى إلى أين سيقودني
هكذا رأيتني أقف أرتجف أمام واجهة المقهى الزجاجية, فحافظت على هدوئي، وقررت التعامل مع (أنا) الذي أراه داخل الحلم, وكأنه شخص آخر لا أعرفه ولا يمت لي بصلة
استمر المشهد أطول قليلاً مما اعتدت عليه.. أنا رأيت هذا الحلم عشرات المرات حتى حفظت عدد الثواني التي يستغرقها, ويمكنني أن أؤكد لكم أن هذه المرة الفترة أطول.. صحيح أن المشهد شبه ثابت وأن (أنا) لا يزال في مكانه يرتجف؛ لكني أشعر أن شيئًا ما سيحدث هذه المرة
مرّت الثواني بطيئة لزجة دون أن يتحرك شيء في المشهد, ثم وفجأة ارتد (أنا) إلى الوراء تاركًا الواجهة الزجاجية, وهو يملأ صدره بالهواء البارد دفعة واحدة, قبل أن يتنهد باستسلام ليخطو إلى داخل المقهى
*******
تبعته الكاميرا لحسن حظي, فرأيتني أدخل ذلك المقهى أخيرًا حيث تنتظرني إجابة سؤالي الوحيد, فتسارعت ضربات قلبي وجاهدت كي أسيطر على نفسي كيلا أستيقظ لأفسد هذا كله و.. و
وفي الداخل لم يكن هناك أي شيء يثير الخوف أو الرجفة
على العكس تمامًا وجدتني في ذلك المقهى الأنيق شبه الخاوي, أنظر إلى (أنا) الذي اتجه إلى الطاولة جوار الواجهة الزجاجية, ليجلس منتظرًا شيئاً لا أعرفه، وإن بدا عليه مزيج قاس من الخوف والتردد والانتظار
وعلى الرغم من دفء المكان وتلك الموسيقى الحالمة التي تنساب فيه؛ إلا أنه ظل يرتجف وإن حاول إخفاء هذا أمام النادل الذي اتجه إليه بأدب, ليشير له بما معناه (أي شيء)، وهو شيء استغربته مني جدًا.. في المعتاد أنا لا أطلب شيئًا إلا بعد تدقيق طويل؛ فأنا ممن يشمئزون بسهولة ولا يتخلصون من هذا الإحساس لأيام متواصلة لو تذوقت -مجرد تذوقـ أي شيء لا يروق لي؛ ولكن من الواضح أن (أنا) في الحلم لن يشرب ما سيأتي به النادل فهو ليس هنا ليشرب
إنه هنا لسبب آخر سأعرفه لو.. لو
لو لم يرن المنبه -عليه اللعنةـ جوار فراشي ليوقظني, وليعيدني إلى أرض الواقع محملاً بأسئلة جديدة وبحيرة تتضاعف
في لحظة كنت في المقهى على وشك أن أعرف كل شيء، وفي اللحظة التالية أصبحت جوار زوجتي على الفراش, أسمعها تسألني بصوت ناعس إن كان الحلم قد تكرر مرة أخرى
لكني لم أجبها
فقط هشمت المنبه بقبضتي قبل أن أقوم إلى عملي في البورصة

*******
قابلت زميلي في العمل فسألني إن كنت رأيت الحلم مجددًا, فحكيت له كل ما حدث.. أخبرته أنني رأيت المزيد؛ فابتسم قائلاً
ـ ألم أقل لك؟.. كررها الليلة وسترى أكثر
وهذا ما كنت أنتويه بالفعل؛ لكن الليل حين تنتظره لا يأتي إلا بعد قرون
طيلة اليوم وأنا أنتظر أن ينتهي عملي هنا لأعود منهكًا إلى فراشي حيث ينتظرني باقي الحلم؛ لكن كل ساعة أخذت تمر عليّ كأنها يوم كامل؛ بينما قرر عقلي التوقف عن التفكير في البورصة والتفرغ لمحاولة تفسير حلمي العجيب
مديري المباشر لاحظ هذا وشعر بالقلق؛ فهو يعرف ما قد يحدث لو شردت أو أخطأت, لذا قرر منحي باقي اليوم كإجازة مع تحذير مهذب مفاده أنه لو رآني شاردًا مرة أخرى, فستمتد إجازتي نهائيًا, وسيكون هذا ذنبي أنا لا هو, فلم أعترض
فقط عدت إلى المنزل لأجلس منتظرًا النوم لتزداد الساعات بطئًا وقسوة
جرّب أن تتنظر النوم ليلة، وانظر إن كان سيأتيك أم لا.. والأسوأ.. حاول ألا تفكر في شيء ما، وستجد أنك عاجز عن التفكير في أي شيء سواه
رأتني زوجتي في حالة أرقي هذا, فبدأت نصائحها التي لا تنتهي حول اللبن الدافئ والقصص المملة والاسترخاء البدني الذي يساعد على النوم و
وفي وسط إصغائي لنصائحها, غلبني النعاس فغبت في النوم
وعدت إلى المقهى..
*******
هذه المرة سأختصر عليك الوقت وسأبدأ من لحظة رؤيتي لنفسي أجلس في ذلك المقهى وحيدًا أرتجف وأنتظر شيئًا ما لا أعرفه
الموسيقى الناعمة تغمر المكان ولا يوجد إلا (أنا)، وتلك الفتاة التي تحتسي قهوتها وهي تتصفح مجلة عن الموضة يبدو أنها لم تفدها بشيء!.. أي فتاة لديها شجاعة أن ترتدي زيًا يمزج الألوان الزرقاء بالخضراء بالصفراء بهذه الصورة, هي فتاة لا تفقه شيئًا عن الموضة، وإن قرأت كل ما كتب عنها.. ثم إن.. لحظة.. هناك شخص ما دخل المقهى ويتجه لي
رجل في منتصف الثلاثينيات، هو وإن أعطته ملامحه المنهكة بضع سنوات إضافية.. قصير القامة والشعر؛ لكنه ذو ذقن نامية، وملابس تدل على أنها على جسده منذ أيام.. ملابس لا تدل على ثراء بالمناسبة, وهو ليس انتقادًا؛ لكنك لا ترى رجلاً يرتدي هذه الملابس يدخل مقهى أنيق بهذه الصورة إلا لو كان قد أتى ليلتقي بشخص ما
شخص هو (أنا) كما هو واضح
ففي اللحظة التي دخل فيها هذا الرجل المقهى رفع (أنا) عينيه له، وقد سرت في جسده انتفاضة واضحة.. (أنا) يخشى هذا الرجل بلا شك وبلا سبب مفهوم.. فقط لو استمر الحلم قليلاً ربما أفهم
لم يتحرك (أنا) من مكانه ولم يرفع عينيه عن الرجل الذي اتجه له ليجلس أمامه دون أن ينبس ببنت شفة، ودون أن يبادله حتى النظرات.. فقط جلس أمامه، ثم أخذ ينظر إلى الأرض في شرود دام للحظات, لم يفعل فيها (أنا) شيئًا سوى أن ينظر له ويرتجف
من هذا الرجل؟؟
أنا واثق أنني لا أعرفه، وأنني لم ألتق به قط؛ لكن من المؤكد أن (أنا) يعرفه ليخشاه بهذه الصورة, رغم أن ذلك الغريب لا يبدو مخيفًا بأي صورة من الصور
بل على العكس تمامًا.. هذا الغريب يبدو بائسًا
ملابسه.. ذقنه النامية.. جلسته المستسلمة وعيناه الشاردتان الحزينتان
هذا الغريب لا يوحي بالخوف؛ بل بالشفقة
طال الصمت بينهما للحظات, قبل أن يرفع الغريب رأسه ببطء لينظر إلى (أنا) نظرة مباشرة لا تعني إلا أنه لا داع للإطالة.. نظرة تعني أنه سيفعل ما أتى من أجله هنا
وببطء لا تخاذل فيه مدّ الغريب يده إلى جيب معطفه القديم, ليخرج منه مسدسًا صغيرًا, رآه (أنا) فأغمض عينيه في قوة دون أن يحاول الهرب أو الصراخ

وبذات البطء سدد الغريب مسدسه, وهمس
ـ سامحني
ثم أطلق رصاصة واحدة اخترقت رأسي على الفور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فى المقهى ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى المقهى ج 3
» فى المقهى ج1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحيـــــــــــاة اليـــــــــــوم :: غرائب وعجائب :: العجيب حداااااااااااا-
انتقل الى: